| 7 minutes read

أبرز الاتجاهات العالمية في تبني التأمين القائم على الاستخدام

Written by Marian

يلقى التأمين القائم على الاستخدام (UBI) إقبالًا كبيرًا من قبل العملاء في دول عديدة مثل الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة. ومن المتوقع استمرار هذا الإقبال في السنوات القادمة نتيجة التطور التقني والتغيرات في سلوك السائقين.

يحظى هذا النوع من التأمين بشعبية خاصة بين فئة الشباب الباحثين عن أرخص تأمين سيارات. وذلك نظرًا للمرونة التي يقدمها والفوائد التي ينطوي عليها. بالرغم من ذلك، لايزال التأمين حسب الاستخدام غريبًا عن أسواق التأمين في بعض الدول العربية مثل الإمارات والسعودية ومصر، التي غالبًا ما تقتصر على خصومات مكافأة عدم وجود مطالبة بدلًا من الاستثمار في تقينات المعلوماتية عن بُعد لتخصيص وثائق التأمين.

في هذا المقال نسلط الضوء على التأمين القائم على الاستخدام وكيفية عمل تقنيات المعلوماتية عن بُعد في جمع وتحليل البيانات. بالإضافة إلى استعراض أبرز الاتجاهات في هذا المجال، وأخيرًا سنتناول فوائد ومساوئ التأمين القائم على الاستخدام. فابقَ معنا!

نبذة عن التأمين القائم على الاستخدام (UBI)

ظهر التأمين القائم على الاستخدام لأول مرة في الولايات المتحدة عام 1997، عندما أطلقت شركتا Progressive وGMAC تجربة جديدة تعتمد على أنظمة تحديد المواقع العالمي (GPS) والشبكة الخلوية لتتبع أسلوب القيادة وتسعير التأمين استنادًا إليه.

بدأ هذا النوع من التأمين يلقى رواجًا متزايدًا ابتداءً من عام 2010. وذلك بفضل تطور السيارات الذكية المتصلة بالإنترنت، التي ترسل بيانات عن القيادة تلقائيًا إلى شركات التأمين. وقد لعبت الابتكارات الرقمية، خاصة أنظمة الاتصال عن بُعد (Telematics) دورًا بارزًا في إطلاق خطط التأمين القائمة على الاستخدام على نطاق أوسع.

كذلك، أدى الترويج لوسائل التنقل المستدامة إلى تشجيع مالكي السيارات على خفض التنقل بمركباتهم الخاصة.  فشرعت شركات التأمين في تصميم وثائق جديدة تناسب أصحاب الاستخدام المحدود، مثل كبار السن أو من يعتمدون على وسائل تنقل بديلة.

يأتي هذا التحول في وقت أصبحت فيه تفضيلات العملاء تفرض تبني التحول الرقمي على نحوٍ متسارع، والاستفادة من تجارب تأمين أكثر تخصيصًا وعدالة. 

 يقدم التأمين القائم على الاستخدام أرخص تأمين سيارات

ما هو التأمين القائم على الاستخدام وكيف يعمل؟

يستند التأمين القائم على الاستخدام (UBI) أو تأمين المعلوماتية عن بُعد (Telematics Insurance) إلى تقنيات المعلوماتية عن بُعد لتمكين شركات التأمين من إدارة الأخطار بطريقة أفضل، وتحفيز السائقين على القيادة الآمنة. يعمل هذا النظام من خلال تثبيت وحدة بيانات متنقلة في منفذ OBDII في السيارة، التي ترسل بيانات فورية حول سلوك القيادة، مثل: عدد الكيلومترات المقطوعة، السرعة، الكبح الشديد، الانعطافات المفاجئة. تُرسل هذه المعلومات إلى شركة التأمين لتقوم بإعداد تقرير يتضمن تقييم المخاطر التي يشكلها السائق. وبهذا تسمح هذه البيانات بالانتقال من نظام الدفع حسب المسافة (PAYD) إلى نظام الدفع حسب أسلوب القيادة (PHYD)، وتقديم خصومات أو تسعيرات وفقًا لعادات القيادة.

يعتمد هذا التأمين على أجهزة المعلوماتية عن بُعد أو تطبيقات الهواتف الذكية لجمع المعلومات، عبر تقنيات مثل نظام GPS والاتصال بشبكة GMS، حيث تُحلل البيانات وتُسجل المخاطر. ابتداءً قد يحصل العميل على خصم أولي عند الاشتراك. ثم يخضع للتعديل لاحقًا بناءً على سلوك القيادة في أثناء فترة المتابعة. تعمل هذه التقنية وفقًا لمتطلبات كل بلد وشركة التأمين، مما يسهم في تحقيق تجربة تأمينية عادلة لجميع الأطراف. 

أبرز الاتجاهات العالمية في تبني التأمين القائم على الاستخدام (UBI)

توسّع في الأسواق العالمية

تُعد كلاً من الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وإيطاليا من الدول الرائدة في تبنّي نموذج التأمين القائم على الاستخدام. وذلك بفضل انتشار السيارات الذكية وتوفر البنية التحتية الرقمية. ومن المتوقع أن يشهد السوق نموًا ملحوظًا على الصعيد العالمي بسبب زيادة شعبيته بين المستخدمين. تشير تحليلات شركة داتا بريدج إلى أن استخدام هذا التأمين في أوروبا سيصل إلى 59.63 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2028.  

أما في الولايات المتحدة، فمن المتوقع نمو هذا السوق من 43.38 مليار دولار أمريكي في عام 2023، ليصل إلى 70.46 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 7.2%، وفقًا لتقرير صادر عن « MarketsandMarkets».

أما في بعض البلدان العربية، مثل دولة الإمارات العربية المتحدة والسعودية ومصر، لا يزال التأمين القائم على الاستخدام محدودًا. ويقتصر على بعض المحاولات الخجولة في تقديم برامج تأمين من هذا النوع.

التحول من الأجهزة إلى التطبيقات

تتجه شركات التأمين في الأسواق المتقدمة إلى استخدام التطبيقات الذكية في برامج التأمين القائم على الاستخدام، كونها تتمتع بتكلفة أقل من أجهزة التتبع التقليدية، وبفضل تطور تقنيات استشعار الحركة وتحديد المواقع.

على سبيل المثال: تستخدم شركة التأمين الأمريكية Allstate تطبيق «Drivewise» الذي يمنح مكافآت وخصومات دورية بناء على القيادة الآمنة. أما شركة التأمين العالمية AXA فإنها توفر تطبيق «AXA Drive» الذي يقيس أداء السائق في التسارع والكبح والانعطافات. كما يقدم التطبيق نصائح لتحسين القيادة، وإمكانية مشاركة النتائج على مواقع التواصل الاجتماعي.

إقبال فئة الشباب للحصول على التأمين القائم على الاستخدام

من لا يرغب في الحصول على أرخص تأمين سيارات؟ إذ تظهر الدراسات والإحصاءات توجه السائقين الأصغير سنًا، من جيل الألفية وجيل زد، للحصول على التأمين القائم على الاستخدام. ويعود السبب في ذلك لاحتمالية الحصول على أقساط مخفضة مقابل القيادة الآمنة.

لقد أظهرت دراسة أجرتها «Towers Watson» أن 88% من السائقين الذين أعمارهم بين 18 و34 عامًا أعربوا عن اهتمامهم بهذا النوع من التأمين، مقارنة بـ 74% من الفئات العمرية الأخرى.

كذلك، كشفت شركة «Nielsen» أن جيل الألفية يبدي احتمالًا بنسبة 44% لاستخدام أجهزة تتبع القيادة مقابل الحصول على خصومات. وفي الهند أفادت دراسة حديثة أعدتها شركة «Zuno General Insurance» أن 70% من شباب جيل الألفية وجيل زد يفضلون هذا النوع من التأمين على الخيارات التقليدية.

التحول العالمي نحو التنقل المستدام

تُبدي العديد من شركات التأمين في العالم اهتمامًا متزايدًا في استخدام خطط التأمين القائم على الاستخدام (UBI) كوسيلة لدعم سياساتها في التنقل المستدام وتقليل الاعتماد على السيارات التقليدية الخاصة.

تحفز بعض شركات التأمين عملاءها على خفض استخدام سياراتهم مقابل خصومات على أقساط التأمين، واستبدالها بوسائل نقل بديلة كالمشي وركوب الدراجات، أو استخدام وسائل النقل العامة.

على سبيل المثال: تقدم بعض شركات التأمين تطبيقات ذكية تراقب سلوك القيادة البيئي، مثل تطبيق «my Drive» من شركة “Intact Insurance” في كندا. يقدم هذا البرنامج مقاييس متطورة تساعد العميل في تتبع كفاءة استهلاك الوقود وانبعاث الكربون. بالإضافة إلى سلوك القيادة وسلامة العميل على الطريق.

في حين أن شركة “Sentiance” تعمل على تطوير تقنيات ذكاء اصطناعي تُحلل أنماط تنقل المستخدمين. وتقدم لهم حوافز للسلوكيات المستدامة كالقيادة السلسة وخفض الرحلات غير الضرورية، لتقليل الانبعاثات الكربونية وبناء مستقبل أكثر اخضرارًا.

يسهم التأمين القائم على الاستخدام من خلال مبادرات كهذه في تحقيق أجندات الاستدامة البيئية، وتعزيز أنماط واعية في التنقل وصديقة للبيئة.

التوجه إلى تأمين أكثر تخصيصًا للعميل

مع التطور الرقمي تظهر حاجات وتفضيلات جديدة لشركات التأمين والعملاء على حد سواء. والأدوات التقنية الجديدة تلبي الاتجاهات الجديدة في التأمين وتجعل تحقيقها ممكنًا. وأبرز هذه الاتجاهات اليوم الميل إلى تصميم وثائق تلبي حاجات العميل الخاصة وتحقق العدالة في التسعير. وهذا ما يضمنه برنامج التأمين القائم على الاستخدام.

يحدد التأمين القائم على الاستخدام أقساط التأمين استنادًا إلى سلوك السائق في القيادة، بدلًا من الاعتماد على المعايير التقليدية في التسعير، مثل العمر، الخبرة في القيادة، نوع وطراز السيارة، الموقع الجغرافي وغيرها. وباستخدام تقنيات المعلوماتية عن بُعد (Telematics) تجمع شركات تأمين السيارات بيانات دقيقة عن أنماط القيادة مثل السرعة والكبح المفاجئ والانعطافات واستخدام الهاتف في أثناء القيادة.

تقوم هذه البيانات بتحليل مؤشرات خطورة السائق، ارتفاعًا أو انخفاضًا، أي مدى قابليته لارتكاب حادث سيارة. فيكون التسعير ملائمًا ويعكس فعليًا سلوك السائق.

تشير العديد من التقارير إلى أن التأمين القائم على الاستخدام يسهم في تحفيز السائقين على تبني عادات آمنة في القيادة مقابل خفض قيمة الأقساط. وبهذا يحصل السائقون الجيدون على مزايا حقيقية بغض النظر عن فئتهم العمرية أو موقعهم الجغرافي.

يتوجه الشباب أكثر للحصول على التأمين القائم على الاستخدام

فوائد التأمين القائم على الاستخدام

ينطوي هذا النوع من التأمين على مزايا عديدة للسائقين، أهمها:

يقدم التأمين القائم على الاستخدام أرخص تأمين سيارات

تفرض شركات التأمين على السائقين الجدد أقساط أعلى، فهم أكثر عرضة لارتكاب الحوادث المرورية وفقًا للإحصاءات العالمية. يسمح التأمين القائم على الاستخدام للسائقين الجدد بإثبات جدارتهم في القيادة الآمنة، فكلما كانت قيادتهم سليمة حصلوا على خصم جيد. ومع الحفاظ على عادات القيادة الآمنة، تُكافئ شركات التأمين عملاءها بخصم ما بين 10% إلى 25% على أقساط التأمين.

أضف إلى ذلك، يبحث عدد كبير من العملاء عند شراء التأمين أو تجديده على أرخص تأمين سيارات. وهذا النوع من التأمين يلبي حاجاتهم إلى حدٍ كبير.

يتتبع سلوك قيادة الموظفين أو أفراد العائلة

غالبًا ما تأتي أجهزة تتبع المركبات المعتمدة من شركات التأمين بخاصية تتبع موقع السيارة، وإرسال تنبيه إلى المالك في حال خروجها من منطقة محددة.

تُعد هذه الخاصية ممتازة لأصحاب الأساطيل والشركات على نحوٍ خاص، حيث تسمح لهم بتتبع سير مركباتهم وأداء سائقيها. كما يمكن إعداد قواعد إضافية تسمح بتلقي إشعار عندما تتجاوز المركبة حدود السرعة.

يعمل على تحسين عادات القيادة

يسعى السائق إلى تحسين سلوكه وتطوير عاداته في القيادة الآمنة بمجرد أن يعرف بأنه مراقب. أما رغبته في الحصول على خصم وتجنب المخالفات والغرامات ستدفعه إلى الابتعاد عن القيادة المتهورة. 

ومن أبرز المزايا أيضًا أن العديد من شركات التأمين تسمح للسائقين بالاطلاع الفوري على سلوكهم في القيادة، وتقدم لهم توصيات حول كيفية تحسينها.

يُسرع إجراءات عملية المطالبة

قد يصعب في بعض الأحيان إثبات المخطئ في الحادث. وقد تدخل الشركات في صراع حول من هو المتسبب لتفادي دفع التعويض. إلا أن أجهزة المعلوماتية عن بُعد توفر بيانات موثوقة لتحديد من ارتكب الحادث، وبهذا يحصل المؤمن له على التعويض بأسرع وقت ممكن. كما يمكن أن تساعد هذه الأجهزة شركات التأمين في كشف المدّعين أو المحتالين الذين قدموا مطالبات باطلة.

مساوئ التأمين القائم على الاستخدام

كما ينطوي التأمين القائم على الاستخدام على منافع معينة، يشمل أيضًا على بعض المساوئ التي يجب مراعاتها، مثل:

مخاوف بشأن خصوصية المستخدم

تعتمد بعض شركات التأمين على جهاز مثبت في السيارة 7/24 لتتبع عادات القيادة وموقع السائق الجغرافي. يرسل الجهاز هذه المعلومات إلى شركة التأمين، أو إلى جهة خارجية تجمع البيانات بالنيابة عن شركة التأمين. وبالرغم من أن جميع شركات التأمين ملزمة قانونيًا بحماية خصوصية عملائها إلا أنها عرضة للهجمات السيبرانية.

تفسير غير دقيق للبيانات

في مواقف محددة قد يفسر جهاز المعلوماتية عن بُعد سلوك السائق في القيادة تفسيرًا خاطئًا. إذ لا يستطيع الجهاز تحديد المواقف التي قد تدفع السائق إلى اتخاذ قرار مفاجئ في أثناء القيادة. لتوضيح الفكرة أكثر، إذا قفز أحدهم فجأة أمام السيارة، واضطر السائق إلى الكبح بشدة لتجنب الاصطدام، يسجل الجهاز الكبح المفاجئ على أنه خطأ أو خطر.  

تكلفة أجهزة التتبع وعناء تغييرها

قد يكلف تثبيت أجهزة متابعة المعلومات عن بُعد في كل سيارة من سيارات العميل قيمة مالية تتجاوز قيمة خصم التأمين القائم على الاستخدام. وبهذا، قد يجد العميل بأن هذا التأمين لا يستحق العناء. ولا سيما من يملكون أساطيل كبيرة تحتاج إلى الجهد والمال لتثبيت هذه الأجهزة.

بالإضافة إلى ذلك، لدى كل شركة تأمين أجهزتها الخاصة. وفي حالة رغب العميل في تغيير شركة التأمين سيضطر إلى إزالة الجهاز الحالي وتثبيت الجهاز الجديد. قد لا يكون الأمر مجديًا في بعض الأحيان، لذا من الأفضل موازنة الفوائد والمنافع بشكل شخصي قبل الحصول على التأمين القائم على الاستخدام.

تظهر الإحصاءات تزايد الإقبال على برامج التأمين القائم على الاستخدام في العديد من الدول الغربية، بسبب الفوائد التي يحققها للشركات والعملاء على حد سواء، ولا سيما فئة الشباب الباحثين عن أرخص تأمين سيارات. وبالرغم من التحديات المتعلقة بالتقنية والخصوصية، فإن التطور المستمر في تقنيات المعلوماتية عن بُعد ستسهم في تحسين دقة البيانات وتقليل التكاليف. وقد آن الأوان لتبني هذا النموذج التأميني في الأسواق العربية بوصفه خطوة نحو أنظمة أكثر كفاءة وشفافية.

اقرأ/ي أيضًا:

تعرّف إلى أبرز أسباب ارتفاع أسعار التأمين في الإمارات

الحوادث المرورية: كيف تؤثر على أقساط التأمين؟

جديد أسعار تأمين المركبات في الإمارات 2025

سوق تأمين السيارات في الإمارات 2024-2025: الاتجاهات والأرقام والرؤى

شركات مطالبات تأمين السيارات: هل هي المفتاح لحل المنازعات والتأخير؟


Originally published مايو 02, 2025 15:37:12 مساءً, updated مايو 02, 2025

Don't forget to share this post!